نفسيَّة قطّة
وكانت قطّتي لم ترَ ببّغاء قط، فكان مخلوقًا جديدًا أمام عينيها أدهشها منظره واستغرقت في التأمّل، كأنّها تستعيد في ذاكرتها كلّ ما درسته من التاريخ الطبيعيّ على سطح الدار وفي حديقة المنزل؛ وكان ما يدور بفكرها يتجلّى في نظراتها، حتّى لأستطيع أن أتبيّن في عينيها خلاصة أفكارها؛ كانت كأنّها تقول: أليس هذا المخلوق دجاجة خضراء؟
ولمّا بلغت من درسها هذه النتيجة، تركت المائدة حيث كانت ترصد الببّغاء، وربضت في ركن من أركان الحجرة، مبسوطة الذراعين، مُطرِقة الرأس، ممطوطة الظهر، كأنّها نمر يتربّص غزالًا ورد الغدير.
يوسف س. نويهض